عصر جديد
بقلم الدكتورة رقية بنت محمد المحارب
ليس بين النساء وبين النجاة في هذا العصر الذي تموج فيه الفتن والتيارات إلا شيء واحد أرى أنه في مقدور كل سيدة وكل فتاة. هذا الأمر هو العلم! عندما يحل العلم في عقل المرأة فلا يمكن أن تتسلل السطحية في الفكر والسلوك، ولا يمكن أن نرى من مظاهر التيه والتقليد وصور الاستهلاك المزعج والانجراف وراء الألوان وصخب الدعايات وزبد الأعمال، وعندما تتميز المرأة بالعلم فهنا تسمى مثقفة. هذه مسألة والمسألة الأخرى هي عن أي علم أعني ؟ وعن أي ثقافة أتحدث؟ إن الثقافة التي أقصدها هي تلك التي تدل على الطريق الصحيح في بناء التصورات وإن العلم الذي أشير إليه هو ذلك الذي ينير قلبها ويميز بين جيد الأفكار ورديئها، وهو ذلك الذي يدل المرأة على التصرف الصحيح في مالها وبيتها وسلوكها. إن عناية المرأة بعلمها أصـبح اليوم حتم لازم، وبدونه تكون القلوب مرتعا خصبا لشياطين الإنس والجن، إنه العلم الشرعي المتمثل في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
عندما غابت المرأة عن الحياة الحقيقية في ظل الآيات الربانية التي تسكب في القلب من أنواع النعيم واللذة ما لا يخطر على البال صار لكل ناعق مستمعات، وعندما أصبح الدين في حياتها هامشيا لا تكون حياتها دائرة عليه ولاء وبراء جلبت لبيتها أدوات عدمه وتأثرت بالكافرات وأعجبت بالسافرات المطربات والممثلات، وعندما أصبحت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مجهولة ومواقفه وجهاده وأخلاقه وجديته وأقواله لا تجد من يتدارسها ويعتبر بها راجت مظاهر الركون إلى الدنيا والاغترار بها وانتعشت أسواق الماركات العالمية وأصبحنا نرى بناتنا في الأسواق يتسابقن لشراء أغلى الساعات وأغلى الألبسة بشكل مجنون لا أستطيع أن أصفه. لقد صرنا أمة تضحك من جهلها الأمم ويتندر بها كل عدو!
لا يمكن أن تنطلي طروحات المؤتمرات الدولية وتوصيات اللقاءات النسائية العلمانية على من عرفت دينها، بل إن طلب العلم الشرعي في هذا الوقت هو أهم ما ينبغي أن تسعى إليه المرأة المثقفة لأن فيه الإجابات الوافية لكل ما تواجهه من مشكلات. وإن طلب العلم الشرعي مع مجموعة من الأخوات وبشكل مستمر كفيل بتقوية الإيمان، وسبب للثبات على الحق، ومفتاح لكثير من أبواب الخير، وإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. فالإنسان حارث وهمام كما صح في الحديث فهو لا يبقى على حال، روى البخاري في كتاب العلم عن أبي مليكة أن عائشة رضي الله عنها كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حوسب عذب) قالت عائشة: فقلت: أو ليس الله تعالى يقول: ((فسوف يحاسب حسابا يسيرا )) قالت: فقال: (إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك). فمن يجدد التاريخ ونرى من نسائنا عالمات داعيات واعيات في زمن الجاهلية؟
--------------------
مجلة الشقائق – العدد (الرابع والثلاثون) ربيع الآخر 1421هـ
بقلم الدكتورة رقية بنت محمد المحارب
ليس بين النساء وبين النجاة في هذا العصر الذي تموج فيه الفتن والتيارات إلا شيء واحد أرى أنه في مقدور كل سيدة وكل فتاة. هذا الأمر هو العلم! عندما يحل العلم في عقل المرأة فلا يمكن أن تتسلل السطحية في الفكر والسلوك، ولا يمكن أن نرى من مظاهر التيه والتقليد وصور الاستهلاك المزعج والانجراف وراء الألوان وصخب الدعايات وزبد الأعمال، وعندما تتميز المرأة بالعلم فهنا تسمى مثقفة. هذه مسألة والمسألة الأخرى هي عن أي علم أعني ؟ وعن أي ثقافة أتحدث؟ إن الثقافة التي أقصدها هي تلك التي تدل على الطريق الصحيح في بناء التصورات وإن العلم الذي أشير إليه هو ذلك الذي ينير قلبها ويميز بين جيد الأفكار ورديئها، وهو ذلك الذي يدل المرأة على التصرف الصحيح في مالها وبيتها وسلوكها. إن عناية المرأة بعلمها أصـبح اليوم حتم لازم، وبدونه تكون القلوب مرتعا خصبا لشياطين الإنس والجن، إنه العلم الشرعي المتمثل في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
عندما غابت المرأة عن الحياة الحقيقية في ظل الآيات الربانية التي تسكب في القلب من أنواع النعيم واللذة ما لا يخطر على البال صار لكل ناعق مستمعات، وعندما أصبح الدين في حياتها هامشيا لا تكون حياتها دائرة عليه ولاء وبراء جلبت لبيتها أدوات عدمه وتأثرت بالكافرات وأعجبت بالسافرات المطربات والممثلات، وعندما أصبحت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مجهولة ومواقفه وجهاده وأخلاقه وجديته وأقواله لا تجد من يتدارسها ويعتبر بها راجت مظاهر الركون إلى الدنيا والاغترار بها وانتعشت أسواق الماركات العالمية وأصبحنا نرى بناتنا في الأسواق يتسابقن لشراء أغلى الساعات وأغلى الألبسة بشكل مجنون لا أستطيع أن أصفه. لقد صرنا أمة تضحك من جهلها الأمم ويتندر بها كل عدو!
لا يمكن أن تنطلي طروحات المؤتمرات الدولية وتوصيات اللقاءات النسائية العلمانية على من عرفت دينها، بل إن طلب العلم الشرعي في هذا الوقت هو أهم ما ينبغي أن تسعى إليه المرأة المثقفة لأن فيه الإجابات الوافية لكل ما تواجهه من مشكلات. وإن طلب العلم الشرعي مع مجموعة من الأخوات وبشكل مستمر كفيل بتقوية الإيمان، وسبب للثبات على الحق، ومفتاح لكثير من أبواب الخير، وإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. فالإنسان حارث وهمام كما صح في الحديث فهو لا يبقى على حال، روى البخاري في كتاب العلم عن أبي مليكة أن عائشة رضي الله عنها كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حوسب عذب) قالت عائشة: فقلت: أو ليس الله تعالى يقول: ((فسوف يحاسب حسابا يسيرا )) قالت: فقال: (إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك). فمن يجدد التاريخ ونرى من نسائنا عالمات داعيات واعيات في زمن الجاهلية؟
--------------------
مجلة الشقائق – العدد (الرابع والثلاثون) ربيع الآخر 1421هـ