من أرض بسيطة.. وقرية فقيرة.. وأسرة متواضعة تقطن هناك في أقصي أرجاء الصعيد.. خرجنا إلي هذا العالم المترامي الأطراف.. شقيقان جمع بينهما التشابه في الملامح.. والروح.. والفكر.. والثبات. نهلنا منذ الطفولة من نهر الكبرياء الذي تجرعنا ماءه العذب من أم تجسدت فيها - رغم بساطتها - كل ملامح الكرامة.. وعلامات الصمود. ترعرعنا في أحضان أب شقَّ طريقه الصعب وسط جدران الشرف.. ليعبِّدَ لنا طريقًا تحده الرجولة.. ويحيطه الصدق.. وتظلله التضحية التي لا تعرف سقفًا.. أو حدًا. انطلقنا من هناك.. من قريتنا الرابضة في حضن الجبل.. حاملين ملامح أهلنا.. متسلحين ببساطتهم.. مؤمنين بصدقهم.. سائرين علي دربهم بأن نقبض بأيدينا علي الحق.. حتي لا يتسرب من بين أصابعنا.. وأن نوصد الباب أمام كل نداءات الشيطان وإغراءاته.. وأن تظل قلوبنا عامرة بحب الله ورسوله.. وبركات سيدي عبدالرحيم القنائي الذي لطالما تبركنا بمقامه ونحن نطوف في أرجائه كلما حل موعد مولده العطر في النصف الأول من شعبان من كل عام. رغم السنين البعيدة.. والمحن العديدة.. والأسفار الدائمة.. ومتغيرات الحياة.. ومتطلباتها.. ومآسيها ، رغم كل ذلك ، ما زلنا نحمل في قلوبنا تلك اللوحات السوداء التي رحنا نخط عليها بداياتنا الأولي علي يد الشيخ المعلم في 'كُتَّابِ' قريتنا بديوان 'بيت الشيخ'.. رغم سنوات الدراسة.. ومراحل الانطلاق والعمل.. وتقلبات السياسيين وسوفسطائية الدجالين، رغم كل ذلك، ما زلنا نحمل في عقولنا، صورة الشيخ 'محمد عبدالقادر' وهو يضع يده في مكتبة المدرسة الابتدائية ليمنحنا كتابًا نستعيره لنلتهمه قراءة في ليلة واحدة، ثم نعيده إليه صباح اليوم التالي.. كعُهدة طوقت رقبتنا منذ لحظة تسلمها وحتي لحظة إيداعها موقعها. رغم متغيرات العالم.. ونظامهم الجديد.. والعولمة.. والحدود المفتوحة.. وسياسة الزحف علي البطون.. والارتماء في أحضان العدو - رغم كل ذلك،لا يزال نداء الشهادة الذي تحدث به خطيب جامع قريتنا العتيق حبًا في الجهاد.. وإخلاصًا لفك قيود أقصانا الأسير.. لا يزال هذا النداء هو الأعلي صوتًا.. والأكثر تأثيرًا في أفئدتنا.. وأعظم آمالنا. رغم انفراط العقد.. وتبعثر الأمة.. وتشرذم الأشقاء.. وانهيار الحصون.. وتآكل الأسوار.. وسقوط المسلمات - رغم كل ذلك،ما زلنا نتمسك بعروبتنا.. ونؤمن بقوميتنا.. تمامًا كما نتمسك بأشقائنا من الأب والأم. رغم انقلاب المفاهيم.. وسقوط المعايير.. وانهيار أصحاب الشعارات.. وتهاوي قلاع كنا نظنها حصينة - رغم كل ذلك ، سنبقي قابضين علي الثوابت.. متمسكين بالمبادئ.. ولو ظلنا نحارب وحـدنا.. ما دمنا علي الخط الصحيح. ومن فوق هذا الخط .. كانت تلك الملحمة المتواصلة.. لفصول متباينة.. جمعت بينها وحدة الهدف رغم اختلاف الظروف.. وما أقساها. 'المؤلـــــــف' | |
 | |
 |
4 مشترك
سنوات فوق الأشواك
mohamed- المدير العام
عدد المساهمات : 2062
نقاط : 108855
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
العمل/الترفيه : تربية طيور زينه
souad- عضو جديد
عدد المساهمات : 1
نقاط : 102921
السٌّمعَة : 50
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
شكرا اخي محمد علي موضوعك
تسلم يداك
تسلم يداك
ياسمين- المدير التنفيذى
- عدد المساهمات : 2131
نقاط : 107773
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 23/08/2010
عند ابواب حرفكِ وجدتُ لي ركنٌ الجيء اليه
اختبيء وفواصل الايام تجمعني بحلم الامس
وحنين الغد ....
فدائما تتحفينا بماهو جديد ورائع
دائماً تلقي بنا بين أحرفك الرائعة فنسبح خلالها
وتنتهي بنا الرحلة على شواطيء كلماتك المنتقاة
اختبيء وفواصل الايام تجمعني بحلم الامس
وحنين الغد ....
فدائما تتحفينا بماهو جديد ورائع
دائماً تلقي بنا بين أحرفك الرائعة فنسبح خلالها
وتنتهي بنا الرحلة على شواطيء كلماتك المنتقاة
سامح المصرى- vip
- عدد المساهمات : 363
نقاط : 104914
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
العمل/الترفيه : فن الديكور
فدائماتتحفينا بماهو جديد ورائع
دائماً تلقي بنا بين أحرفك الرائعة فنسبح خلالها
دائماً تلقي بنا بين أحرفك الرائعة فنسبح خلالها
mohamed- المدير العام
- عدد المساهمات : 2062
نقاط : 108855
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
العمل/الترفيه : تربية طيور زينه
شكرا اخى العزيز على اهتمامك بمواضيعى
زادك الله من فضله
زادك الله من فضله