“علي حرب” في دارسته هذه إزاء موقفين من الإسلام وإزاء نمطين من العلاقة
به: مفكر فرنسي، هو سليل عقلانية ريكارت، ومفكر عربي يحاول اختراق أسوار
العقل الديني، بتبني قيم العقلانية الحديثة، والإفادة في إنجازات عصر
التنوير حيث يتناول الباحث من هذه الدراسة النقدية فكر روجيه غارودي ونصر
حامد أبو زيد محاولا تعرية بممارساتهما الغيبية واللاهوتية، ملقياً الضوء
على خطابهما الأيديولوجي وبوصفهما من دعاة التحرر، كاشفاً عن آرائهما في
الإسلام، وموقف كليهما منه، وعن مشروع غارودي في نقد الفكر الأصولي ومحنة
نصر جامد أبو زيد، ومواجهته للشرطة العقائدية.
المُسْتَلَب في هويته ومعناه، يميل إلى نفي العالم، بقدر ما يعتقد بأن
الحقيقة هي غائبة في ماضٍ ينبغي استرجاعه أو في مستقبل ينبغي اللحاق به.
ولهذا لا يلأَم المستلبُ معنىً ولا يصنع حقيقة، بل هو لا يحسن سوى
الارتداد عن زمنه ونفي نفسه عن عالمه. ذلك أن الحقيقة ليست مغيّبة في عالم
آخر، بقدر ما هي انخراطنا في الواقع الراهن وقدرتنا على التأثير في
مجرياته عبر تحويل علاقتنا به فكراً ومؤسسةً وممارسة.
أَمَّا ما تقدَّم وما تأخَّر، فليس لكي نستعيده أو نلحق به، بل لكي
نتحرر منه أو نخرج عليه، أو لكي نعمل على تحويله وصرفه، بصورة تتيح لنا أن
نخرج مخرجاً أكثر معرفةً وثراءً وقوةً، سواء في علاقتنا بذواتنا أو
بالغير والعالم. ولهذا فمن لا يحسن الانخراط في زمنه أو التعامل مع حاضره،
ولا يحسن استثمار ماضيه ولا الاستعداد لمستقبله، بل لا يحسن سوى الارتداد
نحو أزمنة لن تعود أو نحو أمكنة لا تنفك تبتعد.
تحميل كتاب الاستلاب والارتداد – الإسلام بين غارودي وأبو زيد – علي حرب
به: مفكر فرنسي، هو سليل عقلانية ريكارت، ومفكر عربي يحاول اختراق أسوار
العقل الديني، بتبني قيم العقلانية الحديثة، والإفادة في إنجازات عصر
التنوير حيث يتناول الباحث من هذه الدراسة النقدية فكر روجيه غارودي ونصر
حامد أبو زيد محاولا تعرية بممارساتهما الغيبية واللاهوتية، ملقياً الضوء
على خطابهما الأيديولوجي وبوصفهما من دعاة التحرر، كاشفاً عن آرائهما في
الإسلام، وموقف كليهما منه، وعن مشروع غارودي في نقد الفكر الأصولي ومحنة
نصر جامد أبو زيد، ومواجهته للشرطة العقائدية.
المُسْتَلَب في هويته ومعناه، يميل إلى نفي العالم، بقدر ما يعتقد بأن
الحقيقة هي غائبة في ماضٍ ينبغي استرجاعه أو في مستقبل ينبغي اللحاق به.
ولهذا لا يلأَم المستلبُ معنىً ولا يصنع حقيقة، بل هو لا يحسن سوى
الارتداد عن زمنه ونفي نفسه عن عالمه. ذلك أن الحقيقة ليست مغيّبة في عالم
آخر، بقدر ما هي انخراطنا في الواقع الراهن وقدرتنا على التأثير في
مجرياته عبر تحويل علاقتنا به فكراً ومؤسسةً وممارسة.
أَمَّا ما تقدَّم وما تأخَّر، فليس لكي نستعيده أو نلحق به، بل لكي
نتحرر منه أو نخرج عليه، أو لكي نعمل على تحويله وصرفه، بصورة تتيح لنا أن
نخرج مخرجاً أكثر معرفةً وثراءً وقوةً، سواء في علاقتنا بذواتنا أو
بالغير والعالم. ولهذا فمن لا يحسن الانخراط في زمنه أو التعامل مع حاضره،
ولا يحسن استثمار ماضيه ولا الاستعداد لمستقبله، بل لا يحسن سوى الارتداد
نحو أزمنة لن تعود أو نحو أمكنة لا تنفك تبتعد.
تحميل كتاب الاستلاب والارتداد – الإسلام بين غارودي وأبو زيد – علي حرب