روجت بعض وسائل الاتصال الأجنبية خلال الأيام الماضية لإحياء الفكرة القديمة حول المخطط المشبوه لتقسيم مصر والذي يهدف من وراء المشروع الصهيو ـ أمريكي إلي تفتيت مصر إلي4 دويلات .
الأولي: في سيناء وشرق الدلتا ويكون تحت النفود اليهودي والثانية: مسيحية وتكون عاصمتها الإسكندرية وتمتد حتي جنوب أسيوط والثالثة: في النوبة والرابعة: يطلقون عليها دولة البربر وتكون عاصمتها القاهرة ، وفي وقت سابق كان يعتقد البعض ان التحذير من الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه الذي يسعي إلي تقسيم الوطن مجرد استهلاك للمواقف لكن تحقيقات القضاء المصري كشفت عن وجود خرائط للتقسيم داخل مقر جمعية أمريكية في قضية التمويل غير المشروع لمنظمات المجتمع المدني. ولم يعد الموضوع سرا بل تم تسريب هذا المخطط علي شبكة المعلومات الدولية الإنترنت منذ فترة ليست بقليلة تحت عنوان تقسيم مصر وتضم دولة إسلامية وأخري مسيحية في الجنوب, والخطير في هذا أن هناك بعض وسائل الإعلام العالمية استغلت احداث ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء, وقام بعض المحللين والباحثين في شؤون الشرق الأوسط بإحياء هذه الفكرة ونشر خرائط التقسيم علي الإنترنت وهو مايؤكد وجود أياد خارجية وداخلية أيضا وراء مايحدث الآن في مصر. وعودة إلي تقسيم خريطة مصر التي بدأت تتداول مرة أخري, وما أسفرت عنه أخيرا عمليات التفتيش لمقار جمعيات المجتمع المدني وضبط لتقسيم مصر داخل مقر جمعية أمريكية الأمر الذي يؤكد وجود هذا المخطط المشبوه, وتعود فكرته في الأساس إلي المستشرق البريطاني الأصل يهودي الديانة برنارد لويس صاحب فكرة أخطر مشروع لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلي المغرب, والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية. لكن من هو برنارد لويس؟ اللواء سامح سيف اليزل ـ الخبير الاستراتيجي يقول: طبقا للمعلومات المتوافرة فإن لويس ولد في لندن عام1916 وهو مستشرق بريطاني الأصل, يهودي الديانة, صهيوني الانتماء, أمريكي الجنسية وتخرج في جامعة لندن1936, وعمل فيها مدرسا للدراسات الشرقية الإفريقية وتعمق لويس كثيرا في تاريخ الإسلام والمسلمين, حيث اعتبر مرجعا فيه, فكتب كل مايسيء للتاريخ الإسلامي. وفي عام1980 عندما احتدمت الحرب العراقية ـ الإيرانية صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي بقوله: إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم علي هامش الخليجية الأولي التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس ـ بيكو, وعقب اطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية ـ البنتاجون ـ بدأ المؤرخ الصهيوني المتآمر برنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كل علي حدة, ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمالي الإفريقي, وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية, وقد ارفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت اشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت. وعن تفاصيل المشروع الصهيو ـ أمريكي لتفتيت العالم الإسلامي لـبرنارد لويس يضيف سيف اليزل من بين المشروع تقسيم مصر إلي4 دويلات اولاها: سيناء وشرق الدلتا تحت النفوذ اليهودي ليتحقق حلم اليهود من النيل إلي الفرات, والدولة النصرانية وعاصمتها الإسكندرية, وممتدة من جنوب بني سويف حتي جنوب أسيوط واتسعت غربا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية وقد اتسعت لتضم أيضا جزءا من المنطقة الساحلية الممتدة حتي مرسي مطروح, ودولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية وتكون عاصمتها أسوان, وتربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتي شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبري لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتي البحر الأحمر ومصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة, وتضم الجزء المتبقي من مصر ويراد لها ان تكون أيضا تحت النفود الإسرائيلي حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبري التي يطمع اليهود في شأنها. ويؤكد الخبير الاستراتيجي أن كل هذه المعلومات تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن التربص بمصر كان منذ سنوات مضت وهناك أياد خارجية بالفعل تستغل أحداث العنف التي اعقبت الثورة لإسقاط مصر وتحقيق هذا المخطط وإحياء فكرة تقسيم مصر من جديد والدليل علي ذلك ما كشفت عنه جهات التحقيق بوجود خرائط لتقسيم مصر في إحدي الجمعيات الأمريكية في مصر, وهي الفكرة التي سبق الحديث عنها في وسائل الإعلام الأجنبية وعقد بشأنها بعض الندوات بالخارج وكانت تتحدث عن إمكانية الوصول إلي نهاية التفاعلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط ومصر بالتحديد لتصل في النهاية إلي تقسيم أكبر دولة في المنطقة إلي دويلات صغيرة لايمكن لها أن تقف أمام التكتلات العالمية الحالية, ويحذر اليزل من الانسياق وراء تحقيق هذا المخطط وعلي كل فئات الشعب المصري بمختلف اتجاهاته وتياراته أن يتحسب لهذه الأفكار ونضعها نصب أعيننا, وعمل كل مايلزم لايقافها. |
المصدر : الاهرام |