همسات

من الرجال حول الرسول كحلقات من نور 921697555

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

همسات

من الرجال حول الرسول كحلقات من نور 921697555

همسات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هنا يخفق القلب ويسطر القلم اجمل العبارات...منتدى همسات يرحب بكم....معنى الإبداع صنع الشيء المستحيل ونحن نصنع المستحيل ..(المقلدون خلفنا دائماً) من قلدنا أكد لنا بأننا الأفضل


2 مشترك

    من الرجال حول الرسول كحلقات من نور

    ياسمين
    ياسمين
    المدير التنفيذى
    المدير التنفيذى


    ذكر عدد المساهمات : 2131
    نقاط : 107773
    السٌّمعَة : 8
    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    من الرجال حول الرسول كحلقات من نور Empty من الرجال حول الرسول كحلقات من نور

    مُساهمة من طرف ياسمين 10/11/2011, 1:48 pm


    عبدالله بن عباس - حبر هذه الأمة

    يشبه ابن عباس، عبدالله بن الزبير في أنه أدرك الرسول وعاصره وهو غلام، ومات الرسول قبل أن يبلغ ابن عباس سنّ الرجولة.
    لكنه هو
    الآخر تلقى في حداثته كل خامات الرجولة، ومبادئ حياته من رسول الله صلى
    الله عليه وسلم الذي كان يؤثره، ويزكيه، ويعلّمه الحكمة الخالصة.

    وبقوة ايمانه، وقوة خلقه، وغزارة علمه، اقتعد ابن عباس رضي الله عنه مكانا عاليا بين الرجال حول الرسول.
    **

    هو ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
    ولقبه الحبر.. حبر هذه الأمة، هيأه لهذا اللقب، ولهذه المنزلة استنارة عقله وذكاء قلبه، واتساع معارفه.
    لقد عرف
    ابن عباس طريق حياته في أوليات أيامه وازداد بها معرفة عندما رأى الرسول
    عليه الصلاة والسلام يدنيه منه وهو طفل ويربّت على كتفه وهو يقول:

    " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
    ثم توالت
    المناسبات والفرص التي يكرر فيها الرسول هذا الدعاء ذاته لابن عمه عبدالله
    بن عباس.. وآنئذ أدرك ابن عباس أنه خلق للعلم، والمعرفة.

    وكان استعداده العقلي يدفعه في هذا الطريق دفعا قويا.

    فعلى
    الرغم من أنه لم يكن قد جاوز الثالثة عشرة من عمره يوم مات رسول الله، فانه
    لم يصنع من طفولته الواعية يوما دون أن يشهدمجالس الرسول ويحفظ عنه ما
    يقول..

    وبعد ذهاب الرسول الى الرفيق الأعلى حرص ابن عباس على أن يتعلم من أصحاب الرسول السابقين ما فاته سماعه وتعلمه من الرسول نفسه..
    هنالك، جعل من نفسه علامة استفهام دائمة.. فلا يسمع أن فلانا يعرف حكمة، أو يحفظ حديثا، الا سارع اليه وتعلم منه..
    وكان عقله المضيء الطموح يدفعه لفحص كل ما يسمع.. فهو لا يغنى بجمع المعرفة فحسب، بل ويغنى مع جمعها بفحصها وفحص مصادرها..
    يقول عن نفسه:
    " ان كنت لأسأل عن الأمر الواحد، ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".
    ويعطينا صورة لحرصه على ادراكه الحقيقة والمعرفة فيقول:
    " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لفتى من الأنصار:
    هلمّ فلنسأل أصحاب رسول الله، فانهم اليوم كثير.
    فقال: يا عجبا لك يا بن عباس!! أترى الناس يفتقرون اليك، وفيهم من أصحاب رسول الله من ترى..؟؟
    فترك ذلك،
    وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله.. فان كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتي
    اليه وهو قائل في الظهيرة، فأتوسّد ردائي على بابه، يسفي الريح عليّ من
    التراب، حتى ينتهي من مقيله، ويخرج فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله ما
    جاء بك..؟؟ هلا أرسلت اليّ فآتيك..؟؟ فأقول لا، أنت أحق بأن أسعى اليك،
    فأسأله عنه الحديث وأتعلم منه"..!!

    هكذا راح فتانا العظيم يسأل، ويسأل، ويسأل.. ثم يفحص الاجابة مع نفسه، ويناقشها بعقل جريء.
    وهو في كل
    يوم، تنمو معارفه، وتنمو حكمته، حتى توفرت له في شبابه الغضّ حكمة الشيوخ
    وأناتهم، وحصافتهم، وحتى كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يحرص على
    مشورته في كل أمر كبير.. وكان يلقبه بفتى الكهول..!!

    سئل ابن عباس يوما:" أنّى أصبت هذا العلم"..؟
    فأجاب:
    " بلسام سؤل..
    وقلب عقول"..
    فبلسانه المتسائل دوما، وبعقله الفاحص أبدا، ثم بتواضعه ودماثة خلقه، صار ابن عباس" حبر هذه الأمة..
    ويصفه سعد بن أبي وقاص بهذه الكلمات:
    " ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا أكبر لبّا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس..
    ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وحوله أهل بدر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس، ولا يجاوز عمر قوله"..
    وتحدث عنه عبيد بن عتبة فقال:
    " ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن عباس..
    ولا رأيت أحدا، أعلم بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه..
    ولا أفقه في رأي منه..
    ولا أعلم بشعر ولا عربية، ولا تفسير للقرآن، ولا بحساب وفريضة منه..
    ولقد كان يجلس يوما للفقه.. ويوما للتأويل.. يوما للمغازي.. ويوما للشعر.. ويوم لأيام العرب وأخبارها..
    وما رأيت عالما جلس اليه الا خضع له، ولا سائلا الا وجد عنده علما"..!!
    **

    ووصفه مسلم من أهل البصرة، وكان ابن عباس قد عمل واليا عليها للامام عليّ ابن أبي طالب، فقال:
    " انه آخذ بثلاث، تارك لثلاث..
    آخذ بقلوب الرجال اذا حدّث..
    وبحسن الاستماع اذا حدّث..
    وبأيسر الأمرين اذا خولف..
    وتارك المراء..
    ومصادقة اللئام..
    وما يعتذر منه"..!!
    **

    وكان
    تنوّع ثقافته، وشمول معرفته ما يبهر الألباب.. فهو الحبر الحاذق الفطن في
    كل علم.. في تفسير القرآن وتأويله وفي الفقه.. وفي التاريخ.. وفي لغة العرب
    وآدابهم، ومن ثمّ فقد كان مقصد الباحثين عن المعرفة، يأتيه الناس أفواجا
    من أقطار الاسلام، ليسمعوا منه، وليتفقهوا عليه..

    حدّث أحد أصحابه ومعاصريه فقال:
    " لقد رأيت من ابن عباس مجلسا، لو أن جميع قريش فخرت به، لكان لها به الفخر..
    رأيت الناس اجتمعوا على بابه حتى ضاق بهم الطريق، فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا أن يذهب..
    فدخلت
    عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال لي: ضع لي وضوءا، فتوضأ وجلس وقال:
    أخرج اليهم، فادع من يريد أن يسأل عن القرآن وتأويله..فخرجت فآذنتهم:
    فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سالوا عن شيء الا اخبرهم وزاد..

    ثم قال لهم: اخوانكم.. فخرجوا ليفسحوا لغيرهم.
    ثم قال لي: أخرج فادع من يريد أن يسأل عن الحلال والحرام..
    فخرجت فآذنتهم: فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سألوا عن شيء الا أخبرهم وزادهم..
    ثم قال: اخوانكم.. فخرجوا..
    ثم قال لي: ادع من يريد أن يسأل عن الفرائض، فآذنتهم، فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سألوه عن شيء الا أخبرهم وزادهم..
    ثم قال لي: ادع من يريد أن يسال عن العربية، والشعر..
    فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤا البيت، فما سألوه عن شيء الا أخبرهم وزادهم"!!

    وكان ابن عباس يمتلك الى جانب ذاكرته القوية، بل الخارقة، ذكاء نافذا، وفطنة بالغة..
    كانت حجته
    كضوء الشمس ألقا، ووضوحا، وبهجة.. وهو في حواره ومنطقه، لا يترك خصمه
    مفعما بالاقتناع وحسب، بل ومفعما بالغبطة من روعة المنطق وفطنة الحوار..

    ومع غزارة
    علمه، ونفاذ حجته، لم يكن يرى في الحوار والمناقشة معركة ذكاء، يزهو فيها
    بعلمه، ثم بانتصاره على خصمه.. بل كان يراها سبيلا قويما لرؤية الصواب
    ومعرفته..

    ولطالما روّع الخوارج بمنطقه الصارم العادل..
    بعث به
    الامام عليّ كرّم الله وجهه ذات يوم الى طائفة كبيرة منهم فدار بينه وبينهم
    حوار رائع وجّه فيه الحديث وساق الحجة بشكل يبهر الألباب..

    ومن ذلك الحوار الطويل نكتفي بهذه الفقرة..
    سألهم ابن عباس:
    " ماذا تنقمون من عليّ..؟"
    قالوا:
    " ننتقم منه ثلاثا:
    أولاهنّ: أنه حكّم الرجال في دين الله، والله يقول ان الحكم الا لله..
    والثانية:
    أنه قاتل، ثم لم يأخذ من مقاتليه سبيا ولا غنائم، فلئن كانوا كفارا، فقد
    حلّت أموالهم، وان كانوا مؤمنين فقد حرّمت عليه دماؤهم..!!

    والثالثة: رضي عند التحكيم أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين، استجابة لأعدائه، فان لم يكن امير المؤمنين، فهو أمير الكافرين.."
    وأخذ ابن عباس يفنّد أهواءهم فقال:
    " أما قولكم: انه حكّم الرجال في دين الله، فأيّ بأس..؟
    ان الله
    يقول: يا أيها الذين آمنوا، لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم، ومن قتله منكم
    متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم..

    فنبؤني بالله: أتحكيم الرجال في حقن دماء المسلمين أحق وأولى، أم تحكيمهم في أرنب ثمنها درهم..؟؟!!
    وتلعثم زعماؤهم تحت وطأة هذا المنطق الساخر والحاسم.. واستأنف حبر الأمة حديثه:
    " وأما قولكم: انه قاتل فلم يسب ولم يغنم، فهل كنتم تريدون أن يأخذ عائشة زوج الرسول وأم المؤمنين سبيا، ويأخذ أسلابها غنائم..؟؟
    وهنا كست وجوههم صفرة الخحل، وأخذوا يوارون وجوههم بأيديهم..
    وانتقل ابن عباس الى الثالثة:
    " وأما
    قولكم: انه رضي أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين، حتى يتم التحكيم،
    فاسمعوا ما فعله الرسول يوم الحديبية، اذ راح يملي الكتاب الذي يقوم بينه
    وبين قريش، فقال للكاتب: اكتب. هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. فقال
    مبعوث قريش: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا
    قاتلناك..

    فاكتب:
    هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله.. فقال لهم الرسول: والله اني لرسول الله
    وان كذبتم.. ثم قال لكاتب الصحيفة: أكتب ما يشاءون: اكتب: هذا ما قاضى
    عليه محمد بن عبدالله"..!!

    واستمرّ
    الحوار بين ابن عباس والخوارج على هذا النسق الباهر المعجز.. وما كاد ينتهي
    النقاش بينهم حتى نهض منهم عشرون ألفا، معلنين اقتناعهم، ومعلنين خروجهم
    من خصومة الامام عليّ..!!

    **

    ولم يكن ابن عباس يمتلك هذه الثروة الكبرى من العلم فحسب. بل كان يمتلك معها ثروة أكبر، من أخلاق العلم وأخلاق العلماء.
    فهو في جوده وسخائه امام وعلم..
    انه ليفيض على الناس من ماله.. بنفس السماح الذي يفيض به عليهم من علمه..!!
    ولقد كان معاصروه يتحدثون فيقولون:
    " ما رأينا بيتا أكثر طعاما، ولا شرابا، ولا فاكهة، ولا علما من بيت ابن عباس"..!!
    وهو طاهر القلب، نقيّ النفس، لا يحمل لأحد ضغنا ولا غلا.
    وهوايته التي لا يشبع منها، هي تمنّيه الخير لكل من يعرف ومن لا يعرف من الناس..
    يقول عن نفسه:
    " اني لآتي على الآية من كتاب الله فأود لو أن الناس جميعا علموا مثل الذي أعلم..
    واني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل، ويحكم بالقسط، فأفرح به وأدعو له.. ومالي عنده قضيّة..!!
    واني لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضا فأفرح به، ومالي بتلك الأرض سائمة..!!"
    **

    وهو عابد
    قانت أوّاب.. يقوم من الليل، ويصوم من الأيام، ولا تخطئ العين مجرى الدموع
    تحت خديّه، اذ كان كثير البكاء كلما صلى.. وكلما قرأ القرآن..

    فاذا بلغ في قراءته بعض آيات الزجر والوعيد، وذكر الموت، والبعث علا نشيجه ونحيبه.
    **

    وهو الى جانب هذا شجاع، أمين، حصيف.. ولقد كان له في الخلاف بين عليّ ومعاوية آراء تدلّ على امتداد فطنته، وسعة حيلته.
    وهو يؤثر السلام على الحرب.. والرفق على العنف.. والمنطق على القسر..
    عندما همّ
    الحسين رضي الله عنه بالخروج الى العراق ليقاتل زيادا، ويزيد، تعلق ابن
    عباس به واستمات في محاولة منعه.. فلما بلغه فيما بعد نبأ استشهاده، أقضّه
    الحزن عليه، ولزم داره.

    وفي كل خلاف ينشب بين مسلم ومسلم، لم تكن تجد ابن عباس الا حاملا راية السلم، والتفاهم واللين..
    صحيح أنه
    خاض المعركة مع الامام عليّ ضد معاوية. ولكنه فعل ذلك لأن المعركة في
    بدايتها كانت تمثل ردعا لازما لحركة انشقاق رهيبة، تهدد وحدة الدين ووحدة
    المسلمين.

    **

    وعاش ابن عباس يمأ دنباه علما وحكمة، وينشر بين الناس عبيره وتقواه..
    وفي عامه الحادي والسبعين، دعي للقاء ربه العظيم وشهدت مدينة الطائف مشهدا حافلا لمؤمن يزف الى الجنان.
    وبينما كان جثمانه يأخذ مستقره الآمن في قبره، كانت جنبات الأفق تهتز بأصداء وعد الله الحق:
    ( يا أيتها النفس المطمئنة
    ارجعي الى ربك راضية مرضية
    فادخلي في عبادي
    وادخلي جنتي)













    __________________سعد بن معاذ - هنيئا لك يا أبا عمرو

    في العام الواحد والثلاثين من عمره، أسلم..
    وفي السابع والثلاثين مات شهيدا..
    وبين يوم اسلامه، ويوم وفاته، قضى سعد بن معاذ رضي الله عنه أياما شاهقة في خدمة الله ورسوله..

    **

    انظروا..
    أترون هذا الرجل الوسيم، الجليل، الفارع الطول، المشرق الوجه، الجسيم، الجزل.؟؟
    انه هو..
    يقطع
    الأرض وثبا وركضا الى دار أسعد بن زرارة بيرى هذا الرجل الوافد من مكة مصعب
    بن عمير الذي بعث به محمدا عليه الصلاة والسلام الى المدينة يبشّر فيها
    بالتوحيد والاسلام..

    أجل.. هو ذاهب الى هناك ليدفع بهذا الغريب خارج حدود المدينة، حاملا معه دينه.. وتاركا للمدينة دينها..!!
    **

    ولكنه لا يكاد يقترب من مجلس مصعب في دار ابن خالته أسيد بن زرارة، حتى ينتعش فؤاده بنسمات حلوة هبّت عليه هبوب العافية..
    ولا يكاد يبلغ الجالسين، ويأخذ مكانه بينهم، ملقيا سمعه لكلمات مصعب حتى تكون هداية الله قد أضاءت نفسه وروحه..
    وفي احدى مفاجآت القدر الباهرة المذهلة، يلقي زعيم الأنصار حبته بعيدا، ويبسط يمينه مبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
    وباسلام سعد بن معاذ تشرق في المدينة شمس جديدة، ستدور في فلكها قلوب كثيرة تسلم مع حمد لله رب العالمين..!!
    أسلم سعد.. وحمل تبعات اسلامه في بطولة وعظمة..
    وعندما
    هاجر رسول الله وصحبه الى المدينة كانت دور بني عبد الأشهل قبيلة سعد مفتحة
    الأبواب للمهاجرين، وكانت أموالهم كلها تحت تصرّفهم في غير منّ، ولا أذى..
    ولا حساب..!!

    **

    وتجيء غزوة بدر..
    ويجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين والأنصار، ليشاورهم في الأمر.
    وييمّم وجهه الكريم شطر الأنصار ويقول:
    " أشيروا عليّ أيها الناس.."
    ونهض سعد بن معاذ قائما كالعلم.. يقول:
    " يا رسول الله..
    لقد آمنا بك، وصدّقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا..
    فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك..
    ووالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، وما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا..
    انا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء..
    ولعلّ الله يريك ما تقرّ به عينك...
    فسر بنا على بركة الله"...
    **

    أهلت كلمات سعد كالبشريات، وتألق وجه الرسول رضا وسعادة وغبطة، فقال للمسلمين:
    " سيروا وأبشروا، فان الله وعدني احدى الطائفتين.. والله لكأني أنظر الى مصرع القوم"..
    وفي غزوة أحد، وعندما تشتت المسلمون تحت وقع الباغتة الداهمة التي فاجأهم بها جيش المشركين، لم تكن العين لتخطئ مكان سعد بن معاذ..
    لقد سمّر قدميه في الأرض بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذود عنه ويدافع في استبسال هو له أهل وبه جدير..
    **

    وجاءت غزوة الخندق، لتتجلى رجولة سعد وبطولته تجليا باهرا ومجيدا..
    وغزوة
    الخندق هذه، آية بينة على المكايدة المريرة الغادرة التي كان المسلمون
    يطاردون بها في غير هوادة، من خصوم لا يعرفون في خصومتهم عدلا ولا ذمّة..

    فبينما
    رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يحيون بالمدينة في سلام يعبدون ربهم،
    ويتواصون بطاعته، ويرجون أن تكف قريش عن اغارتها وحروبها، اذا فريق من
    زعماء اليهود يخرجون خلسة الى مكة محرّضين قريشا على رسول الله، وباذلين
    لها الوعود والعهود أن يقفوا بجانب القرشيين اذا هم خرجوا لقتال المسلمين..

    واتفقوا مع المشركين فعلا، ووضعوا معا خطة القتال والغزو..
    وفي طريقهم وهم راجعون الى المدينة حرّضوا قبيلة من أكبر قبائل العرب، هي قبيلة غطفان واتفقوا مع زعمائها على الانضمام لجيش قريش..
    وضعت خطة الحرب، ووظعت أدوارها.. فقريش وغطفان يهاجمان المدينة بجيش عرمرم كبير..
    واليهود يقومون بدور تخريبي داخل المدينة وحولها في الوقت الذي يباغتها فيه الجيش المهاجم..
    ولما علم النبي عليه الصلاة والسلام بالمؤامرة الغادرة راح يعدّ لها العدّة.. فأمر بحفر خندق حول المدينة ليعوق زحف المهاجمين.
    وأرسل سعد
    بن معاذ وسعد بن عبادة الى كعب بن أسد زعيم يهود بني قريظة، ليتبيّنا
    حقيقة موقف هؤلاء من الحرب المرتقبة، وكان بين رسول الله صلى الله عليه
    وسلم وبين يهود بني قريظة عهود ومواثيق..

    فلما التقى مبعوثا الرسول بزعيم بني قريظة فوجئا يقول لكم:
    " ليس بيننا وبين محمد عهد ولا عقد"..!!
    **

    عز على
    الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتعرض أهل المدينة لهذا الغزو المدمدم
    والحصار المنهك، ففكر في أن يعزل غطفان عن قريش، فينقض الجيش المهاجم بنصف
    عدده، ونصف قوته، وراح بالفعل يفاوض زعماء غطفان على أن ينفضوا أيديهم عن
    هذه الحرب، ولهم لقاء ذلك ثلث ثمار المدينة، ورضي قادة غطفان، ولم يبق الا
    أن يسجل الاتفاق في وثيقة ممهورة..

    وعند هذا
    المدى من المحاولة، وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ لم ير من حقه أن
    ينفرد بالأمر، فدعا اليه أصحابه رضي الله عنهم ليشاورهم..

    واهتم
    عليه الصلاة والسلام اهتماما خاصا برأي سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.. فهما
    زعيما المدينة، وهما بهذا أصحاب حق أول في مناقشة هذا الأمر، واختيار موقف
    تجاهه..

    **

    قصّ رسول
    الله صلى الله عليه وسلم عليهما حديث التفاوض الذي جرى بينه وبين زعماء
    غطفان.. وأنبأهما أنه انما لجأ الى هذه المحاولة، رغبة منه في أن يبعد عن
    المدينة وأهلها هذا الهجوم الخطير، والحصار الرهيب..

    وتقدم السعدان الى رسول الله بهذا السؤال:
    " يا رسول الله..
    أهذا رأي تختاره، أم وحي أمرك الله به"؟؟
    قال الرسول:
    " بل أمر أختاره لكم..
    والله ما أصنع ذلك الا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم شوكتهم الى أمر ما"..
    وأحسّ سعد بن معاذ أن أقدارهم كرجال ومؤمنين تواجه امتحانا، أي امتحان..
    هنالك قال:
    " يا رسول الله..
    قد كنا
    وهؤلاء على الشرك وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن
    يأكلوا من مدينتنا تمرة، الا قرى، أي كرما وضيفة، أ، بيعا..

    أفحين أكرمنا الله بالاسلام، وهدانا له، وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا..؟؟
    والله ما لنا بهذا من حاجة..
    ووالله لا نعطيهم الا السيف.. حتى يحكم الله بيننا وبينهم"..!!
    وعلى
    الفور عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأيه، وأنبأ زعماء غطفان أن
    أصحابه رفضوا مشروع المفاوضة، وأنه أقرّ رأيهم والتزم به..

    **

    وبعد أيام شهدت المدينة حصارا رهيبا..
    والحق أنه حصار اختارته هي لنفسها أكثر مما كان مفروضا عليها، وذلك بسبب الخندق الذي حفر حولها ليكون جنّة لها ووقاية..
    ولبس المسلمون لباس الحرب.
    وخرج سعد بن معاذ حاملا سيفه ورمحه وهو ينشد ويقول:
    لبث قليلا يشهد الهيجا الجمل ما أجمل الموت اذا حان الأجل
    وفي احدى الجولات تلقت ذراع سعد سهما وبيلا، قذفه به أحد المشركين..
    وتفجّر
    الدم من وريده وأسعف سريعا اسعافا مؤقتا يرقأ به دمه، وأمر النبي صلى الله
    عليه وسلم أن يحمل الى المسجد، وأن تنصب له به خيمة حتى يكون على قرب منه
    دائما أثناء تمريضه..

    وحمل المسلمون فتاهم العظيم الى مكانه في مسجد الرسول..
    ورفع سعد بصره الى السماء وقال:
    " اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها... فانه لا قوم أحب اليّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه..
    وان كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا للشهادة..
    ولا تمتني حتى تقرّ عيني من بني قريظة"..!
    **

    لك الله يا سعد بن معاذ..!
    فمن ذا الذي يستطيع أن يقول مثل هذا القول، في مثل هذا الموقف سواك..؟؟
    ولقد استجاب الله دعاءه..
    فكانت اصابته هذه طريقه الى الشهادة، اذ لقي ربه بعد شهر، متأثرا بجراحه..
    ولكنه لم يمت حتى شفي صدرا من بني قريظة..
    ذلك أنه بعد أن يئست قريش من اقتحام المدينة، ودبّ في صفوف جيشها الهلع، حمل الجميع متاعهم وسلاحهم، وعادوا مخذولين الى مكة..
    ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترك بني قريظة، يفرضون على المدينة غدرهم كما شاؤوا، أمر لم يعد من حقه أن يتسامح تجاهه..
    هنالك أمر أصحابه بالسير الى بني قريظة.
    وهناك حاصروهم خمسة وعشرين يوما..
    ولما رأى
    هؤلاء ألا منجى لهم من المسلمين، استسلموا، وتقدموا الى رسول الله صلى الله
    عليه وسلم برجاء أجابهم اليه، وهو أن يحكم فيهم سعد بن معاذ.. وكان سعد
    حليفهم في الجاهلية..

    **

    أرسل النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه من جاؤوا بسعد بن معاذ
    من مخيمه الذي كان يمرّض فيه بالمسجد..
    جاء محمولا على دابة، وقد نال منه الاعياء والمرض..
    وقال له الرسول:
    " يا سعد احكم في بني قريظة".
    وراح سعد يستعيد محاولات الغدر التي كان آخرها غزوة الخندق والتي كادت لبمدينة تهلك فيها بأهلها..
    وقال سعد:
    " اني أرى أن يقتل مقاتلوهم..
    وتسبى ذراريهم..
    وتقسّم أموالهم.."
    وهكذا لم يمت سعد حتى شفي صدره من بني قريظة..
    **

    كان جرح سعد يزداد خطرا كل يوم، بل كل ساعة..
    وذات يوم
    ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيادته، فألفاه يعيش في لحظات الوداع
    فأخذ عليه الصلاة والسلام رأسه ووضعه في حجره، وابتهل الى الله قائلا:

    " اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك، وصدّق رسولك وقضى الذي عليه، فتقبّل روحه بخير ما تقبّلت به روحا"..!
    وهطلت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم على الروح المودّعة بردا وسلاما..
    فحاول في جهد، وفتح عينيه راجيا أن يكون وجه رسول الله آخر ما تبصرانه في الحياة وقال:
    " السلام عليك يا رسول الله..
    أما اني لأشهد أنك رسول الله"..
    وتملى وجه النبي وجه سعد آن ذاك وقال:
    " هنيئا لك يا أبا عمرو".
    **

    يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
    " كنت ممن حفروا لسعد قبره..
    وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب، شممنا ريح المسك.. حتى انتهينا الى اللحد"..
    وكان مصاب المسلمين في سعد عظيما..
    ولكن عزاءهم كان جليلا، حين سمعوا رسولهم الكريم يقول:
    " لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ"..
    [[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[
    عبدالرحمن بن أبي بكر - بطل حتى النهاية

    هو صورة مبيّنة للخلق العربي بكل أعماقه، وأبعاده..
    فبينما
    كان أبوه أول المؤمنين.. والصدّيق الذي آمن برسوله ايمانا ليس من طراز
    سواه.. وثاني اثنين اذ هما في الغار..كان هو صامدا كالصخر مع دين قومه،
    وأصنام قريش.!!

    وفي غزوة بدر، خرج مقاتلا مع جيش المشركين..
    وفي غزوة أحد كان كذلك على رأس الرماة الذين جنّدتهم قريش لمعركتها مع المسلمين..

    وقبل أن يلتحم الجيشان، بدأت كالعادة جولة المبارزة..
    ووقف عبدالرحمن يدعو اليه من المسلمين من يبارزه..
    ونهض أبو أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه مندفعا نحوه ليبارزه، ولكن الرسول أمسك به وحال بينه وبين مبارزة ولده.
    **

    ان العربي الأصيل لا يميزه شيء مثلما يميزه ولاؤه المطلق لاقتناعه..
    اذا اقتنع
    بدين أو فكرة استبعده اقتناعه، ولم يعد للفكاك منه سبيل، اللهمّ الا اذا
    ازاحه عن مكانه اقتناع جديد يملأ عقله ونفسه بلا زيف، وبلا خداع.

    فعلى الرغم من اجلال عبدالرحمن أباه، وثقته الكاملة برجاحة عقله، وعظمة نفسه وخلقه، فان ولاءه لاقتناعه بقي فارضا سيادته عليه.
    ولم يغره اسلام أبيه باتباعه.
    وهكذا بقي واقفا مكانه، حاملا مسؤولية اقتناعه وعقيدته، يذود عن آلهة قريش، ويقاتل تحت لوائها قتال المؤمنين المستميتين..
    والأقوياء الأصلاء من هذا الطراز، لا يخفى عليهم الحق وان طال المدى..
    فأصالة جوهرهم، ونور وضوحهم، يهديانهم الى الصواب آخر الأمر، ويجمعانهم على الهدى والخير.
    ولقد دقت ساعة الأقدار يوما، معلنة ميلادا جديدا لعبدالرحمن بن أبي بكر الصدّيق..
    لقد أضاءت
    مصابيح الهدى نفسه فكنست منها كل ما ورثته الجاهلية من ظلام وزيف. ورأى
    الله الواحد الأحد في كل ما حوله من كائنات وأشياء، وغرست هداية الله ظلها
    في نفسه وروعه، فاذا هو من المسلمين..!

    ومن فوره نهض مسافرا الى رسول الله، أوّأبا الى دينه الحق.
    وتألق وجه أبي بكر تحت ضوء الغبطة وهو يبصر ولده يبايع رسول الله.
    لقد كان
    في كفره رجلا.. وها هو ذا يسلم اليوم اسلام الرجال. فلا طمع يدفعه، ولا خوف
    يسوقه. وانما هو اقتناع رشيج سديد أفاءته عليه هداية الله وتوفيقه.

    وانطلق عبدالرحمن يعوّض ما فاته ببذل أقصى الجهد في سبيل الله، ورسوله والمؤمنين...
    **

    في أيام الرسول عليه صلاة الله وسلامه، وفي أيام خلفائه من بعده، لم يتخلف عبدالرحمن عن غزو، ولم يقعد عن جهاد مشروع..
    ولقد كان
    له يوم اليمامة بلاء عظيم، وكان لثياته واستبساله دور كبير في كسب المعركة
    من جيش مسيلمة والمرتدين.. بل انه هو الذي أجهز على حياة محكم بن الطفيل،
    والذي كان العقل المدبر لمسيلمة، كما كان يحمي بقوته أهم مواطن الحصن الذي
    تحصّن جيش الردّة بداخله، فلما سقط محكم بضربة من عبدالرحمن، وتشتت الذين
    حوله، انفتح في الحصن مدخل واسع كبير تدفقت منه مقاتلة المسلمين..

    وازدادت خصال عبدالرحمن في ظل الاسلام مضاء وصقلا..
    فولاؤه لاقتناعه، وتصميمه المطلق على اتباع ما يراه صوابا وحقا، ورفضه المداجاة والمداهنة...
    كل هذا
    الخلق ظل جوهر شخصيته وجوهر حياته، لم يتخل عنه قط تحت اغراء رغبة، أو
    تأثير رهبة، حتى في ذلك اليوم الرهيب، يوم قرر معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد
    بحد الشيف.. فكتب الى مروان عامله بالمدينة كتاب البيعة، وأمره ان يقرأه
    على المسلمين في المسجد..

    وفعل
    مروان، ولم يكد يفرغ من قراءته حتى نهض عبدالرحمن بن أبي بكر ليحول الوجوم
    الذي ساد المسجد الى احتجاج مسموع ومقاومة صادعة فقال:

    " والله ما الاخيار أردتم لأمة محمد، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية.. كلما مات هرقل قام هرقل"..!!
    لقد رأى
    عبدالرحمن ساعتئذ كل الأخطار التي تنتظر الاسلام لو أنجز معاوية أمره هذا،
    وحوّل الحكم في الاسلام من شورى تختار بها الأمة حاكمها، الى قيصرية أو
    كسروية تفرض على الأمة بحكم الميلاد والمصادفة قيصرا وراء قيصر..!!

    **

    لم يكد
    عبدالرحمن يصرخ في وجه مروان بهذه الكلمات القوارع، حتى أيّده فريق من
    المسلمين على رأسهم الحسين بن علي، وعبدالله بن الزبير، وعبدالله بن عمر..

    ولقد طرأت
    فيما بعد ظروف قاهرة اضطرت الحسين وابن الزبير وابن عمر رضي الله عنهم الى
    الصمت تجاه هذه البيعة التي قرر معاوية أن يأخذها بالسيف..

    لكن
    عبدالرحمن بن أبي بكر ظل يجهر ببطلان هذه البيعة، وبعث اليه معاوية من يحمل
    مائة ألف درهم، يريد أن يتألفه بها، فألقاها ابن الصدّيق بعيدا وقال لرسول
    معاوية:

    " ارجع اليه وقل له: ان عبدالرحمن لا يبيع دينه بدنياه"..
    ولما علم بعد ذلك أن معاوية يشدّ رحاله قادما الى المدينة غادرها من فوره الى مكة..
    وأراد الله أن يكفيه فتنة هذا الموقف وسوء عقباه..
    فلم يكد
    يبلغ مشارف مكة ويستقر بها حتى فاضت الى الله روحه،، وحمله الرجال على
    الأعناق الى أعالي مكة حيث دفن هناك، تحت ثرى الأرض التي شهدت جاهليته..

    وشهدت اسلامه..!!
    وكان اسلام رجل صادق، حرّ شجاع...
    [[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[[
    عمران بن حصين - شبيه الملائكة

    عام خيبر، أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعا..
    ومنذ وضع يمينه في يمين الرسول أصبحت يده اليمنى موضع تكريم كبير، فآلى على نفسه ألا يستخدمها الا في كل عمل طيّب، وكريم..
    هذه الظاهرة تنبئ عما يتمتع به صاحبها من حسّ دقيق.
    وعمران بن حصين رضي الله عنه صورة رضيّة من صور الصدق، والزهد، والورع، والتفاني وحب الله وطاعته...

    وان معه من توفيق الله ونعمة الهدى لشيئا كثيرا، ومع ذلك فهو لا يفتأ يبكي، ويبكي، ويقول:
    " يا ليتني كنت رمادا، تذروه الرياح"..!!
    ذلك أن هؤلاء الرجال لم يكونوا يخافون الله بسبب ما يدركون من ذنب، فقلما كانت لهم بعد اسلامهم ذنوب..
    انما
    كانوا يخافونه ويخشونه بقدر ادراكهم لعظمته وجلاله،وبقدر ادراكهم لحقيقة
    عجزهم عن شكره وعبادته، فمهما يضرعوا، ويركعوا، ومهما يسجدوا، ويعبدوا..

    ولقد سأل أصحاب الرسول يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:
    " يا رسول
    الله، مالنا اذا كنا عندك رقت قلوبنا، وزهدنا دنيا
    mohamed
    mohamed
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد المساهمات : 2062
    نقاط : 108855
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/08/2010
    العمل/الترفيه : تربية طيور زينه

    من الرجال حول الرسول كحلقات من نور Empty رد: من الرجال حول الرسول كحلقات من نور

    مُساهمة من طرف mohamed 10/11/2011, 7:21 pm


    موضوع في قمة الروعه

    لطالما كانت مواضيعك متميزة

    لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

    دمت لنا ودام تالقك الدائم
    ياسمين
    ياسمين
    المدير التنفيذى
    المدير التنفيذى


    ذكر عدد المساهمات : 2131
    نقاط : 107773
    السٌّمعَة : 8
    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    من الرجال حول الرسول كحلقات من نور Empty رد: من الرجال حول الرسول كحلقات من نور

    مُساهمة من طرف ياسمين 10/11/2011, 10:05 pm

    من الرجال حول الرسول كحلقات من نور 628276

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 11:51 am