السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
كيف تعاملين ابنتك المراهقة .. الصداقة بين الأم
والفتاة
--------------------------------------------------------------------------------
إن الرغبة
الحقيقية في فهم الابنة المراهقة يساعد على نجاح الأم في التعامل مع الابنة الحبيبة،
ولا شك أن هذا الفهم يعود بالفائدة على الجميع؛ الأم والابنة والأسرة، وأيضًا يحقق الصحة النفسية للجميع، وخاصة الابنة الحبيبة، وهذا ما
نرجوه ونسعى إليه.
كيف أتعامل
مع ابنتي المراهقة؟
وتسأل كثير
من الأمهات: كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة؟ لقد تعبت منها ومن شخصيتها الغريبة، ونحن
نقول: إن هذه المسالة تحتاج لفهم وتحتاج إلى التدريب، وأخيرًا تحتاج إلى الصبر ثم
الصبر ثم الصبر، مع مزيد من الحب والاحتواء.
وإليك عزيزتي
الأم هذه النصائح الهامة في التعامل مع الابنة الحبيبة في ضوء ما اتفق عليه علماء
النفس، وفي ضوء شرعنا الحنيف:
1 تقبلي سخط
المراهقة وعدم استقرارها:
على الوالدين وخاصة الأم التحمل وطول البال
والتسامح مع الابنة، وعليهما التغاضي عما تعبر به عن مشاعر السخط وعدم الراحة التي تبديها في بعض الأحيان، وعليهما احترام
وحدتها وتقبل شعورها بالسخط وعدم الرضا عن بعض الأشياء،
وهنا لا بد
أن نفرق بين التقبل والتأييد، فينبغي أن تكون استجابتنا دائمًا محايدة، نفرق فيها بين
تقبلنا لها وتأييدنا لما تفعل أو تقول، وهي تحتاج أساسًا للتقبل، وأن تشعر بأنها
محبوبة، وأن ما تقوم به لا غبار عليه دون الدخول معها في مصادمات، ويجب أن يفهم
الوالدان أن محاربة المراهقة مسألة مهلكة بالنسبة لها.
2 لا تتصرفي
بفهم شديد ولا تجمعي الأخطاء:
إن التدقيق
في كل تصرف تقوم به الابنة، وإبداء الفهم الشديد لتصرفاتها؛ إن التصرف بهذه الكيفية صعب
للغاية، وقد قالت لنا دكتورة الصحة النفسية في إحدى المحاضرات: 'ينبغي التفويت
للمراهق'، أي لا نعلق على كل صغيرة وكبيرة من تصرفاته إن تعثر فوقع، أو وقع
شيئًا من يده أو من الأمور البسيطة اليومية، وعلى الوالدين تقدير متى يجب الفهم، ومتى يجب التغاضي.
ومن الأفضل
ألا نتوقع من المراهق الكمال؛ فنتعقب أخطاءه لكي نصوبها دائمًا، وليس من المفيد البحث
والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة بهدف الوصول إلى الكمال.
ودور الكبار
يتحدد في مساعدة المراهق على التغلب على ما يمر به من أزمات، دون الدخول في تفاصيلها، والقاعدة
الشرعية في ذلك 'كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون'.
واعلمي
عزيزتي الأم أن التنويع مسلك الناجحين، فمعالجة الأخطاء تكون تارة بالتلميح، وتارة بالقدوة،
وتارة بالتصريح كل ذلك يتم حسب الموقف.
3 ابتعدي عما
يضايق الابنة المراهقة:
أحيانًا لا
ينتبه الكبار لمدى الأذى الذي يصيب المراهق من ذكر نقائصه أو عيوبه، والشيء الذي نؤكد عليه أن
إهانة الوالدين للمراهق عميقة الأثر وبعدية المدى، وقد ينتج عنها متاعب نفسية مدى العمر، ومما يضايق المراهق معاملته كطفل، أو تذكيره
بما كان يفعل وهو طفل؛ مثل التبول الليلي في الفراش، أو التكلم عنه أمام الآخرين
بما يزعجه، ونتذكر هنا قول الله تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات:11]، وينبغي هنا التمييز بين الابنة والتلميذة، فإذا
كان عند الابنة انخفاض في المستوى الدراسي؛ فعلينا أن نتذكر مزاياها الأخرى، ولا نجعل
أحاديثنا مقصودة فقط على المسائل المدرسية والدرجات.
وهذا هو
التفريق بين الذات والصفات، وهو أن نفرق بين الابنة الحبيبة وبين صفاتها وسلوكها.
4 احترم
خصوصيات الابنة المراهقة:
لا بد أن
تحترم خصوصيات المراهق ما دام أنها لا يشوبها شائبة، مع الاحتفاظ بمبدأ المراقبة غير
المباشرة، واحترام خصوصيات المراهق يتطلب بناء مسافة معينة بين الوالدين وبين ابنهما، مع
الاحتفاظ بصداقة ومحبة، والاحترام يشعر المراهق بأنه شخص متميز فريد.
5 ساعدي
ابنتك على اكتساب الاستقلال:
فكلما شجعنا
صور ومواقف الاكتفاء الذاتي؛ كلما ساعدنا في بناء شخصية الابنة، وكسبنا أيضًا صداقتها
واحترامها، والأم المتفهمة تتيح لابنتها فرصة الأعمال المنزلية؛ مثل دخول المطبخ
والعمل فيه وطريقة الإنفاق وحسن التصرف في الادخار والإنفاق، وعلى الأم أن تثني عليها وتتقبل خطأها بنفس راضية، وتشجعها إن أحسنت وتنصحها
إن أخطأت، فإن حسن التوجيه واللباقة هنا لها تأثير السحر، وبالتالي تتقبل الابنة
توجيهات الكبار بنفس راضية. تحياتي