ابتداء الدعوة
وقال الزهري : لما ظهر الإسلام ، أتى جماعة من كفار قريش إلى من آمن من عشائرهم ، فعذبوهم وسجنوهم ، وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم . قال الترمذي : حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمرو بن قتادة ويزيد بن رومان وغيرهم . قالوا : الترمذي فضائل القرآن (2925) ، أبو داود السنة (4734) ، أحمد (3/323) ، الدارمي فضائل القرآن (3354). قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين مستخفيا . تم أعلن في الرابعة . فدعا الناس عشر سنين ، يوافي المواسم كل عام ، يتبع الناس في منازلهم . وفي المواسم بعكاظ ، ومِجَنّة ، وذي المجاز : يدعوهم أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه . ولهم الجنة ، فلا يجد أحدا ينصره ويحميه . حتى ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلة قبيلة ، فيقول : "أيها الناس ، قولوا : لا إله إلا الله ، تفلحوا وتملكوا بها العرب ، وتدين لكم بها العجم . فإذا متم كنتم ملوكا في الجنة" وأبو لهب وراءه يقول : لا تطيعوه . فإنه صابئ كذاب ، فيردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الرد . ويؤذونه ، ويقولون : عشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك . وهو يقول : اللهم لو شئت لم يكونوا هكذا ولما نزل عليه قوله تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صعد الصفا فنادى : واصباحاه . فلما " - ص 85 -" اجتمعوا إليه قال : لو أخبرتكم أن خيلا تريد أن تخرج عليكم من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقيّ ؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك كذبا . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ما جمعتنا إلا لهذا ؟ فأنزل الله قوله تعالى : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ .
قال ابن القيم رحمه الله : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله مستخفيًا ثلاث سنين ، ثم نزل عليه : فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ .
سابق
وقال الزهري : لما ظهر الإسلام ، أتى جماعة من كفار قريش إلى من آمن من عشائرهم ، فعذبوهم وسجنوهم ، وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم . قال الترمذي : حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمرو بن قتادة ويزيد بن رومان وغيرهم . قالوا : الترمذي فضائل القرآن (2925) ، أبو داود السنة (4734) ، أحمد (3/323) ، الدارمي فضائل القرآن (3354). قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين مستخفيا . تم أعلن في الرابعة . فدعا الناس عشر سنين ، يوافي المواسم كل عام ، يتبع الناس في منازلهم . وفي المواسم بعكاظ ، ومِجَنّة ، وذي المجاز : يدعوهم أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه . ولهم الجنة ، فلا يجد أحدا ينصره ويحميه . حتى ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلة قبيلة ، فيقول : "أيها الناس ، قولوا : لا إله إلا الله ، تفلحوا وتملكوا بها العرب ، وتدين لكم بها العجم . فإذا متم كنتم ملوكا في الجنة" وأبو لهب وراءه يقول : لا تطيعوه . فإنه صابئ كذاب ، فيردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الرد . ويؤذونه ، ويقولون : عشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك . وهو يقول : اللهم لو شئت لم يكونوا هكذا ولما نزل عليه قوله تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صعد الصفا فنادى : واصباحاه . فلما " - ص 85 -" اجتمعوا إليه قال : لو أخبرتكم أن خيلا تريد أن تخرج عليكم من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقيّ ؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك كذبا . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ما جمعتنا إلا لهذا ؟ فأنزل الله قوله تعالى : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ .
قال ابن القيم رحمه الله : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله مستخفيًا ثلاث سنين ، ثم نزل عليه : فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ .
سابق